يومٌ ما ..

الساعة ٣ عصرا في عيادة رقم ١٢، الأبر الجافة تقف بشموخ على امتداد فخذي الأيمن بانتظار رفعها بوقار واستبدالها بالجهاز الكهربائي و الكمادات الدافئة التي أحب. وهكذا بالتعاقب يوم أبر جافة وكهرباء ويوم علاج بالصدمات يعقب كلاهما ساعة تمارين، روتين أحبه وأحرص عليه كما أحرص على القراءة و الكتابة! لماذا ؟ لأنه وسيلتي الوحيدة لحياة أسهل و حركة أفضل.

قد تتساءلون ما الفائدة من إخباركم بذلك والتصريح عن شيء يخصني، الهدف أن تتيقنوا أن الشعور بأهمية الشيء كفيل بالتمسك به وأعني بكلامي كل من لديه أبناء أو أشخاص يهملون حاجات مهمة من دورها جعل حياتهم أفضل، قدموا النصح بلا ضغط ولا تقلقوا كثيرا يوما ما سيعرفون ويقدرون كل ماقلتوه وبذلتوه من أجلهم، الآن انتهيت من عيادة ١٢ متوجهة للتمارين وأنا أتذكر أمي حين كانت تأخذني غصبا لمواعيد العلاج الطبيعي قبل أكثر من عشرين سنة! عرفت لماذا كانت تجبرني وممتنة لها ماحييت وبعد سنوات من الإهمال عدت لألتزم بهذا الروتين لأعيش كما أحب وحتى لا أمتنع عن أنشطة تسعدني ..

فكر جيدا، هل هناك روتين لا تحبه لكنه يُحسن جودة حياتك؟ تخيل نفسك بعد عشرة أعوام من عدم ممارسته؟ هل ستكون راضٍ عن نفسك؟ لا أعتقد! قدس كل مايجعلك أفضل وأكثر صحة وحيوية..

دمتم بخير

كيف تنتظر ؟

الحياة سلسلة من الانتظارات الطويلة أو القصيرة، ننتظر وجبة الإفطار ، كوب القهوة ليجهز، ملابسنا لتجف.. و أيضا قد ننتظر ردا من جهة عمل، موعد جراحة، سفر طويل و هكذا . حتى ونحن منغمسين في أحداث أو إنجازات نحن في حالة انتظار دون أن نعي.

لكن السؤال بخصوص الانتظارات التي نقضي أوقاتها متأملين ومتوقعين شيء ما؟ كيف تعبر أوقاتها؟ أكتب لكم الآن و أنا في قاعة انتظار انتظر أن ينطق الموظف حروف اسمي ورغم طول الوقت لم أمل أو أرتبك أولا لأنني غير مرتبطة بشيء ضروري بعدها ثانيًا لأن لدي نشرات متراكمة من ثمانية لا أحب تفويت فرصة قراءتها! ولو لم يكن لدي هذه القراءات سأقوم بشيء آخر و وددت لو أخبر التي بجانبي تهز رجلها بشكل عصبي أن تهدأ وتقوم بشيء ما فهواتفنا الآن عوالم متكاملة!

و أوقات الانتظار ثروة لا يصح تبديدها .. فكر و قلي كيف تنتظر ؟