الكثير من البشر وقالب واحد

حين خلق الله آدم شكله من طين وأعقب ذلك سلالات بشرية لا تُعد بألوان وأشكال ولغات وعادات مختلفة لكن بقالب واحد لا يختلف، نفس الأعضاء ونفس التكوين الحيوي ونفس العمليات الحيوية. كل هذه الأجساد تحتاج نفس الاحتياجات، غذاء، شرب، ملبس، عناية، جنس، علاج وغيره.

بينما خلق أشياء عديدة بأهداف وحاجات مختلفة مثل الحيوانات والنباتات والمخلوقات الأخرى! ميزنا الله على سائر خلقه وحملنا مسؤولية الأرض و إعمارها لكنه جعلنا بقالب واحد كبار وصغار، أشرار وأخيار، فقراء وأغنياء، لماذا؟ أن يميزنا عن سائر الخلق ويوازي بيننا ويتركنا نبتدع اختلافات لنتفوق بها على أقراننا؟ نحكم، نتسلط، نظلم ونخلق عوالم غريبة!

لكن من يُمعن ويتأمل يدرك، يدرك ماذا؟ أننا نتشابه كثيرا ليس فقط بتكويننا الخارجي بل حتى بدواخلنا، وهذا مايجعل الإنسان العميق يبحث و ينجذب لمن يحاكي دواخله مهما كان اختلاف اللغة، الدين، اللون أو العادات.. لأننا بشر عرفنا الحكمة الأسمى و بحثنا عن الإنسان الذي يشبهنا ..

وطوبى لمن استطاع اختيار إنسانيته وإنسانه!

سحر التكرار وخيبة التجارب

لكل روتين اعتدناه نقطة بداية أعطتنا دافع أو نتيجة فقررنا الاستمرار و أصبح للاستمرار متعة خالطها الاعتياد. الروتين قد يكون بسيط مثل الأكل والشرب أو الممارسات الجسدية أو الروحية وهنا أصبح للتكرار سحر على غير ماهو معتاد بأن التكرار يسبب الملل.

وبالمقابل هناك تجربة أتيناها بحب وأتتنا بخيبة أمل وخفنا التكرار أو محاولة الكرة ولو لمرة واحدة. وهذا الفارق بين التكرار و الإقدام و الإحجام!

الفارق هو الفكرة التي تشكلت في الذهن واعتبرناها حقيقة والذهن لا يفرق دائما بين الوهم والحقيقة، لذا يتوجب علينا المحاولة و التكرار مرة أو مرتين لنكتشف إن كانت الخيبة قد تتحول لسحر..

الانطباع الأول

كل شخص في حياتنا الآن سواء من مدة قصيرة أو طويلة، كان لنا انطباع عندما رأيناه للمرة الأولى، قد يكون هذا الانطباع خاطيء و قد يكون صحيح، الأيام و العشرة و المواقف تُظهر ذلك وقد يعود الانطباع الأول الخاطيء بعد زمن طويل ليثبت صحة حدسك. فكر في علاقاتك و تذكر انطباعك الأول عن أشخاص هذه العلاقات، هل كانت صحيحة أم خاطئة!؟ يُقال قلب المؤمن دليله.. هل دلك قلبك و أعطاك الانطباع الصحيح؟ و أنت كيف كان انطباع الناس عنك للمرة الأولى؟