متى توقفت؟

هل سبق وتوقفت عن القيام بشيء لم تتوقع التوقف عنه؟ هل مرت بك عاصفة شعور قلبت الحب الذي بقلبك تجاه شخص أو شيء لكره ؟ هل قررت التوقف عن العطاء أو اللطف بين ليلة وضحاها واتهمك من حولك بالتغير ؟ هل تنازلت فجأة عن حلم طال انتظارك له وكلَّ جهدك منه؟ هل صحوت يوما على نية رمي الكثير من الأشياء التي احتفظت بها؟ هل هدمت خطة بنيتها على اقتناع ومشيت في دربها طويلا؟ لماذا ؟

نبرر تصرفاتنا المفاجئة وقفاتنا بالتعب أو الملل أو الإحباط، لكن الأمر أعقد من ذلك فهذا التعب أو الملل كان نتيجة تراكمات تشربناها ثم استفرغناها كشعور سوداوي أو كمرحلة يسميها البعض اليأس أو اللامبالاة!

الإنسان خلق ليكابد فهذه سنة الحياة وحين يتوقف عن المكابدة فهناك أسباب أكبر من كونها حالة شعورية عابرة..

كل ماتتوقف عن شيء اعتدت عليه اسأل نفسك: لماذا؟ وما الذي تعلمته من ذلك المسير!

كيف تنتظر ؟

الحياة سلسلة من الانتظارات الطويلة أو القصيرة، ننتظر وجبة الإفطار ، كوب القهوة ليجهز، ملابسنا لتجف.. و أيضا قد ننتظر ردا من جهة عمل، موعد جراحة، سفر طويل و هكذا . حتى ونحن منغمسين في أحداث أو إنجازات نحن في حالة انتظار دون أن نعي.

لكن السؤال بخصوص الانتظارات التي نقضي أوقاتها متأملين ومتوقعين شيء ما؟ كيف تعبر أوقاتها؟ أكتب لكم الآن و أنا في قاعة انتظار انتظر أن ينطق الموظف حروف اسمي ورغم طول الوقت لم أمل أو أرتبك أولا لأنني غير مرتبطة بشيء ضروري بعدها ثانيًا لأن لدي نشرات متراكمة من ثمانية لا أحب تفويت فرصة قراءتها! ولو لم يكن لدي هذه القراءات سأقوم بشيء آخر و وددت لو أخبر التي بجانبي تهز رجلها بشكل عصبي أن تهدأ وتقوم بشيء ما فهواتفنا الآن عوالم متكاملة!

و أوقات الانتظار ثروة لا يصح تبديدها .. فكر و قلي كيف تنتظر ؟

على أتم الاستعداد

كبشر قدرنا أن ننتقل بين المراحل ، طفولة، شباب و شيخوخة وكل مرحلة تحتها مراحل أخرى؛ دراسة ، عمل ، ارتباط ، سفر و غيره. الفكرة أن الإقدام على أي خطوة يتوجب الاستعداد وليس المغامرة و دخولها دون استعداد لأن هذا العمر المناسب، العمر لا يعتبر مقياس إننا الاستعداد الداخلي و القدرة على القيام بهذه الخطوة ، الهمني بهذه الفكرة ابني الذي أكمل الثالثة دون تدريبه على ترك حفاظة الأطفال ! نعم الأمر بهذه البساطة كنت أعرف تمامًا أنه غير مستعد واسمع الكثير حولي ينتقدون وأن من بعمره يذهب لدورة المياة! حسنا هل سيؤثر ذلك على شخصه؟ مستقبله؟ ليس الأمر مجرد سباق من أتقن الشيء أولًا بل كيف أتقنه؟ كل السباقون في الأمر عانوا من البلل هنا وهنا بينما لم يأخذ الأمر مني سوى يومان! وبلا أي مشاكل لأنه كان مستعد! قس على ذلك القرارات الهامة كالارتباط أو التجارة من لم يكن مستعد سيتعرض للمشاكل ولايعني أن المستعدون لا يعانون منها، بلى ولكن لديهم الحلول المنطقية و القدرة على التعامل والأهم من ذلك المعرفة و الإحساس.