الفضول وخط النهاية!

لماذا نكمل مشاهدة فيلم حتى وإن شعرنا بالملل؟ أو إن عرضت مشاهد لا تلائم ذائقتنا وأفكارنا؟ السبب هو الفضول ! فنحن لا نثابر على إتمام شيء لأجل الشيء نفسه، بل لأننا نشعر بالفضول ولاشيء يرضي هذا الفضول سوى الاستمرار للمعرفة، نود أن نعرف النهايات والأجوبة والتبريرات! لذا نكمل للأخير.

وكذلك في الحياة صرت مؤمنة بأهمية الفضول وتغذيته لنصل لنهايات إمكانياتنا وإبداعنا، لنذهب أبعد مما نتخيل ونزور مساحات جديدة داخل أنفسنا، الفضول للتجارب والمعارف وأنماط الحياة، لنفهم أنفسنا ومن ثم من حولنا ولكي ندرك قيمة الأفكار والمشاعر التي تسكننا.

الفضول يختلف عن التطفل! وكيف نعرف إن كان مايدور في البال فضولا أم تطفل؟ إن رأيت نفسك تتقبل المختلف وتحبه فهذا هو الفضول، إن لم تمانع في التغيير والخروج عن المعتاد فهذا هو الفضول، إن أقدمت على تجربة فيها شيء من المخاطرة فهذا هو الفضول!

الفضول وقود للاستمرار، التطور و التجدد ، متى آخر مرة ساقك فضولك لتجربة جديدة؟

هالمرة لا تسأل قوقل!

الإنسان مخلوق فضولي، منذ الطفولة ونحن نستكشف ونسأل وأكثر المعلومات رسوخاً في أذهاننا هي التي صاغها لنا الأهل بطريقة معينة وشيقة! كلنا سألنا والدينا: كيف أنجبتوني؟ وكلنا نتذكر الإجابات الخرافية التي قيلت لنا.

الآن مع وجود محركات البحث أصبحنا نحن وأطفال هذا الجيل نلجأ لها لمعرفة أجوبة أسئلتنا! بل وإذا سألنا أحد عن شيء نقول له: اسأل قوقل! ناسين أن قوقل سيعطي الإجابة وأكثر من الإجابة وربما في سياق غير جيد.

ومع كل المصادر وسهولة الوصول للمعلومة يظل سؤال الناس حاجة جميلة، لماذا؟ أولا، مدخل لحديث قد يكون ممتع ثانيا، المعلومة التي نحصل عليها بتعبير إنساني بصوت وألفاظ معينة تبقى في الذاكرة أكثر وأخيرا، التجربة الشخصية التي قد تضيف لنا الكثير.

لا تسألوا قوقل دائما، اسألوا من تعرفون وتحدثوا معهم عن الإجابة واجعلوا من فضولكم جسر لأحاديث مسلية.

سحر التكرار وخيبة التجارب

لكل روتين اعتدناه نقطة بداية أعطتنا دافع أو نتيجة فقررنا الاستمرار و أصبح للاستمرار متعة خالطها الاعتياد. الروتين قد يكون بسيط مثل الأكل والشرب أو الممارسات الجسدية أو الروحية وهنا أصبح للتكرار سحر على غير ماهو معتاد بأن التكرار يسبب الملل.

وبالمقابل هناك تجربة أتيناها بحب وأتتنا بخيبة أمل وخفنا التكرار أو محاولة الكرة ولو لمرة واحدة. وهذا الفارق بين التكرار و الإقدام و الإحجام!

الفارق هو الفكرة التي تشكلت في الذهن واعتبرناها حقيقة والذهن لا يفرق دائما بين الوهم والحقيقة، لذا يتوجب علينا المحاولة و التكرار مرة أو مرتين لنكتشف إن كانت الخيبة قد تتحول لسحر..