هل ورثت أرضاً أو مرضاً؟

المواريث والوراثة أشياء تنتقل من جيل لآخر، الأول يبنيه جيل أو يكتسبه خلال وقت طويل ليصل إن شاءت الأقدار لجيل تالي في حالات محددة، أحيانا بسهولة وغالبا بصعوبة. بينما الثاني ينتقل في دقائق من الاتصال بين امرأة ورجل حيث تتنافس وتتزاحم الجينات وتتزاحم في ثواني لتصل إلى تكوين الجيل التالي وفي المحصلة الأموال والصفات ليسا إلا موروث مكتسب ونحن الذين نعتقد أننا مختلفون عن آباءنا وأجدادنا، أكثر انفتاحا وأكثر وعيا، حتى شكليا نظن أحيانا أننا أجمل وأكثر أناقة والواقع أننا امتداد لهم مهما حاولنا إنكار الروابط الخفية المختبئة في خلايانا.

هذه المقدمة الطويلة ليست إلا استهلالا لأعبر عن الهاجس الذي سكنني منذ أعوام والذي اعتبره مضحك نوعا ما حول تناقض مفهوم الموروث عندي أنا شخصيا.

فأول ما تكونت في رحم أمي ورثت تشوه خلقي وولدت بخلع في مفصل الحوض نتيجة هذا التشوه في عظمة المدور وبدأت المعاناة منذ فتحت عيني على الدنيا، بالمقابل قبل سبعة أو ثمانية أعوام ظهرت أرض كبيرة تخص جدتي لوالدي وإلى الآن لم يتم تحصيلها! المضحك أن المال أخذ وقتا طويلا ليصل بينما العلة لم تتأخر دقيقة حين رسمت شكل عظامي الغريبة. قلت لأمي أنني ورثت هذه المشكلة من جهتها لوجود أطفال في عائلتها مولودين بنفس المشكلة، مجرد استنتاج منطقي أغضبها، والعجيب أن الوراثة ليست بالشكل والصفات والأمور الصحية بل حتى النفسية وهذا أكثر ما يرعبني، أن أورث أطفالي بعض عقدي! فيكفي ألما أن ابني مصاب بأنيميا الفول كوني أحمل هذا الجين والذي أخبرت أمي بأنه من جهة والدي حتى تسامحني على اتهامي لجيناتها فيما أصابني، أيضا شكوا أن ابني مصاب بالخلع لعامل الوراثة ولأنه ظهر لهذا الكون بشكل مختلف ولطيف كعادته ” متربع ” نعم أخرجوه مني وهو “متربع”، لكن الشك زال والحمدالله.

في عصرنا الحديث وتطور العلم والأدوات وازدياد الوعي حول نفسياتنا، هل سنقدر على تقنين ما قد نورثه للأجيال التالية؟ مثلا أموال مسجلة باسمهم منذ نعومة أظفارهم يحصّلونها حين يكبرون بضغطة زر و حالات نفسية ممتازة بدلا من المخاوف وصحة أكثر!

أخبروني أنتم ماذا ورثتم وما خطتكم لإرث أطفالكم منكم؟

  • حديث ضحى
    جمال أي علاقة وأريحيتها مرتبط بمساحة الحرية، حرية التعبير! لا أبالغ حين أقول أننا ندخل علاقات ونكون أسر ودوائر اجتماعية لهدف واحد نغفل عنه: متعة الحديث والأنس… نعم الحديث بتجرد… تابع قراءةحديث ضحى
  • الفضول وخط النهاية!
    وكذلك في الحياة صرت مؤمنة بأهمية الفضول وتغذيته لنصل لنهايات إمكانياتنا وإبداعنا، لنذهب أبعد مما نتخيل ونزور مساحات جديدة داخل أنفسنا، الفضول للتجارب والمعارف وأنماط الحياة، لنفهم أنفسنا ومن ثم… تابع قراءةالفضول وخط النهاية!
  • إشارة مرور من نوع آخر
    كل العالم يستخدم إشارة المرور لتنظيم السير ، أخضر للانطلاق، أصفر للاستعداد وأحمر للتوقف. إلا هنا، السير يتبع نظاما فوضويا بشكل انسيابي يقنعك بأن هذه الفوضى ليست إلا نظاما وأنت… تابع قراءةإشارة مرور من نوع آخر
  • نشبه ملامحنا؟
    بالمقابل حين تنظر للناس ماذا ترى؟ عندما يُعجبك أحدهم ما الذي يعجبك أكثر شيء؟ هل الملامح هي التي تعطينا الانطباعات التي نكونها عن الأشخاص؟ والأشكال والروائح؟ وما مدى شبه هذه… تابع قراءةنشبه ملامحنا؟
  • Due date
    وبين هذا وذاك، يظل هذا الموعد تذكير بالاستمرار بالعمل والاجتهاد لكن، ليس على حساب نوعية وجودة العمل! لذا في الأمور المهمة بالنسبة لك أنت من يحدد هل الوقت له الأهمية… تابع قراءةDue date
  • متى توقفت؟
    نبرر تصرفاتنا المفاجئة وقفاتنا بالتعب أو الملل أو الإحباط، لكن الأمر أعقد من ذلك فهذا التعب أو الملل كان نتيجة تراكمات تشربناها ثم استفرغناها كشعور سوداوي أو كمرحلة يسميها البعض… تابع قراءةمتى توقفت؟